اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

حشر الجن والشياطين لسليمان



{وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون}

عالم سليمان عليه السلام مليء بالعجائب، لقد أعطى الله سليمان قوة لم يعطها لغيره خاصة في تملكه وحشر الجن والشياطين، والملك العظيم سليمان حكم الجن الكافر والمؤمن في شمال الأرض وجنوبه وشرقه وغربه مع اختلاف الأنواع والقبائل والأشكال و الخواص التي يتميزون بها .

قيل انه لما سخر الله الجن للملك سليمان نادى الملاك جبرائيل قال : أيها الجن أجيبوا نبي الله سليمان بن داود بأمر من الله تعالى ، فخرجت كل انواع واصناف الجن والشياطين من الجبال والكهوف والغيران والاودية والفلوت والاجام ومن باطن الارض ومن كل حدب وصوب ، فأصبح الملك سليمان ينظر مندهشاً ، ومتعجباً مما يرى ، حيث الآلاف المؤلفة من الجن والشياطين والمخلوقات الغريبة التي قدمت إليه وهو ينظر في ألوانها من سود وشقر ورقط وبيض وصفر وخضراً والى اشكالها العجيبة منهم من هو شبيه بالحيوانات ومزيج بينها ومنهم من يشبه البشر وغير ذلك من الانواع والاشكال ، فعند ذلك سجد سليمان لله شاكراً ، ومن ثم اخذ يسأل عن طباعهم وطعامهم وشرابهم وعلومهم ومهاراتهم ، وهم يجيبونه ثم فرقهم في الصنائع من قطع الصخور والاحجار والاشجار والغوص في البحار وبناء الحصون والقلاع والمعابد والمباني ، وأمر المئات منهم ان يستخرجوا المعادن والمجوهرات والاحجار الكريمة من جميع انحاء الارض ومن البحار والمحيطات.

حلت الاحاجي وانفتحت عوالم الشياطين المأسورة واطلقت العوالم الغامضة ذات الابعاد المتوازية لتقض مضاجع البشر وتكون عوالم مفتوحة على بعضها البعض لا رقيب ولا حسيب للدخول منها والخروج منها ، فإن عالم سليمان الخفي عن الانظار هو عالم صارم تحكمه قوانين أرضية ولكن بمفاهيم ماورائية حكم سليمان الجن بسر اسم سماوي بأسرار من رب الوجود أعطاها لحكيم الأرض حينها سليمان الحكيم، فكانت المملكة التي تدار برسمة موصوفة وكلمة مسموعة لا سبيل لأحد ان يتحاشاها إن وقعت عليه وكان مصير من قاومها بالحرق والتنكيل في غياهب الارض المعزولة فتؤول كياناتهم الى أرواح بائسة مذلولة ، تلك كانت المملكة السماوية على أرض دنيوية ، فمن أطاع فله الأجر العظيم ، ومن عصا فله أشد الخزي وأسوأ العقاب

المقدرة على التحكم في الشياطين ، والشياطين نوع من الجن ، هو النوع الشقي من الجن ، وهذه النوع لا يستطيع البشر التحكم به ، ولا يستطيع الجن الصالح نفسه التحكم فيه ، أما سليمان فقد وهبه الله قدرة على تسخير الشياطين وتشغيلها وتقييدها بالسلاسل وتعذيبها أذا عصت أوامره ، وكانت الشياطين تبني له القصور والدور والقدور والتماثيل والمحاريب ، وكانت تغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان ، ومن يتمرد من الشياطين يقيد في الاصفاد ليكون أشارة الى مجد سليمان وقدرته على التحكم في الكائنات

{ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ }.

{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }.

ومن المعجزات التي أنعم الله بها على سليمان أن الشياطين كانت تخرج كل يوم الى الجبال بعضهم ينبشونها ويستخرجون دفائنها من الذهب والماس وآخرون يغوصون في البحار يصيدون حبّات اللؤلؤ الثمينة, ويعود هؤلاء وهؤلاء في المساء فيضعون ما جمعوا في خزائن سليمان ثم يغلقون أبواب الخزائن كلها, ويخرجون من سراديبها الى بهو القصر العظيم فتغلق البوابة الكبرى, ويقف لحراستها ماردان من أشراف الجان لا تغمض لهما عين .

كانوا يخرجون في كل يوم ويعودون حتى امتلأت خزائن الأرض بالمعادن النفيسة والأحجار الكريمة التي لا يجرؤ على الدنو والاقتراب منها إنس ولا جان وكان سليمان عليه السلام يعاقب من يخالفه من الشياطين عقابا صارما فيحبسه في قارورة من زجاج فلا يستطيع الفرار منها طول حياته وفي يوم جاء له بأحد الشياطين مقيدا بالأغلال، فلما سأل عن ذنبه قيل له : انه قد أضاع لؤلؤة كبيرة خرج بها من البحر, ولم يودعها خزائن الملك ، قال سليمان : أين خبأتها أيها العفريت قال الشيطان : لقد غصت مع الغائصين وخرجت بلؤلؤة في حجم رأس الانسان ما رأى أحد مثلها في جمالها وروعة بريقها وظننت أنني بهذه اللؤلؤة سأحظى برضاك عني طول حياتي ولكنني عند العودة فوجئت بمارد جبّار قد انقض علي من السماء وخطفها مني ثم انطلق في الجو نحو الجنوب واختفى بين طيّات السحاب فما استطعت اللحاق به قال سليمان : اذا كان حقا ما تقول فاني سأعرض الجن عليك لتخرجه من بينهم قال الشيطان : لو كان هذا الجني من مملكتك لما استطاع أن يفرّ مني ولكنه جنيّ من نوع آخر يعيش في مملكة أخرى عندئذ أمر سليمان عليه السلام بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه, ودعا وزيره "آصف" وكان وزيرا حكيما، وعالما ، فرآى الوزير أن الجني صادق فيما يقوله, فقال لسليمان: يا نبي الله؛ أن الشياطين لا تهتم بجمع اللآلىء بنفسها ولا بد أنها مسخرة لملك من الانس ، ولقد ساق الله اليك هذا الحادث ليذكرك بما أخذته على نفسك وهو الجهاد في سبيل الله بما وهب لك من القرى فشغلك جمع النفائس عن الوفاء بوعدك وأرى أن تجدّ في البحث وراء هذا المارد حتى تهتدي الى الملك الذي أرسله وربما وجدته من المجوس الذين يتخذون لهم أربابا من دون الله عز وجل أمر سليمان باطلاق سراح الجني الذي صاد اللؤلؤة, ومكث بعد ذلك ساعة مطرقا يفكر في كلام وزيره, ثم ذهب الى محرابه في بيت المقدس حتى منتصف الليل, وفي الصباح أمر أن يتهيأ الجيش للزحف نحو الجنوب، حيث الممالك الكافرة ليحاربها بجيشه العظيم جهاداً في سبيل الله.
نتمنى دعم الموقع لنستمر في نشر احدت القصص ولا تنسى الإعجاب والإشتراك.
 ♥ اضغط | لايك & Like | اذا اعجبتك القصة .
 ♥ تابع قصص على يوتوب http://bit.ly/2jCky4z
 تابع قصص على فيس بوك https://www.facebook.com/qissass 
موقع قصص http://bit.ly/2xr8BUF 
يسمح بنقل الموضوع لكن مع ذكر المصدر في نهاية الموضوع المنقول ووضع رابط الموضوع الأصلي

المنشورات ذات الصلة

اشترك في النشرة الإخبارية

0 تعليقات ل "حشر الجن والشياطين لسليمان"

إرسال تعليق