اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

هده هي قصة غلطة أمي تابع معنا

 هده هي قصة غلطة أمي تابع معنا 


 

لطالما أذكرُها مُنهمِكة بتزويج الناس. فأمّي كانت تجدُ لذّة شديدة في العمليّة مِن بدئها حتى إتمام الزيجة، لتعودَ وتبحثُ مِن جديد عن قلبَين تربطُهما ببعضهما.

للحقيقة، كنتُ أحبُّ أن أتسمَّع إلى زوّارنا الجالسين في صالوننا وأنا مُختبئة وراء الحائط، وكيف أنّ والدتي كانت تُرتّبُ الأمور بسلاسة عظيمة، نتيجة خبرة سنوات طويلة. وفي مُعظم الأحيان، كان العريسان يعيشان بإلفة تامّة ويُنجبان الأولاد ويعودان إلينا شاكرَين... إلا في حالة واحدة أدخلَتنا في مأساة كبيرة وغيّرَت مجرى حياتنا كلّنا. واليوم أتمنّى لو لَم تكن أمّي وسيطة زواج يومًا.

دخَلَ وسيم يومًا بيتنا وعرَضَ على والدتي مواصفات العروس التي يبحثُ عنها، وما أن خرَجَ حتى سمعتُها تقولُ لي:


 

ـ أُخرجي مِن خلف حائط يا فتاة! هل تظنّين أنّني لَم أرَكِ؟ تعالي واجلسي معي. أظنُّ أنّ لدَيّ العروس المُناسبة لوسيم. أنتِ تعرفينها جيّدًا، فهي ابنة البقّال. أجل، مِرفت.

 

ـ لكن يا أمّي... مِرفت هي... أقصد... أعني أنّها صبيّة ذات سمعة سيّئة.

 

ـ تفاهات! الفتاة فقط مسرورة بجمالها ومُلاحقة الشبّان لها! الناس يُحبّون كثرة الكلام فقط للتسلية.

 

ـ ووسيم شابّ هادئ ومُهذّب. لا أراهما مُناسبين لبعضهما.

 

ـ وهل صِرتِ وسيطة زواج أنتِ الأخرى؟ لا تزالين في الخامسة عشرة مِن عمركِ، ما أدراكِ بالناس وطباعهم؟

 

ـ صِرتُ أعرفُ الكثير بفضلكِ يا أمّي. على كلّ الأحوال، أنتِ نادَيتِني.


 

ـ أجل، لكن ليس لِسماع رأيكِ بل لكثرة فرحتي بإيجاد العروس بسرعة.

 

ـ أعودُ وأُكرّرُ لكِ: يلزمُ لوسيم صبيّة أخرى وليس مِرفت أبدًا.

 

ـ عودي إلى غرفتكِ! لا، بل قومي بدلاً مِن ذلك بتنظيف المطبخ، هيّا أيّتها الفيلسوفة!



 



المنشورات ذات الصلة

اشترك في النشرة الإخبارية

0 تعليقات ل "هده هي قصة غلطة أمي تابع معنا "

إرسال تعليق